و تتركونــني وحــدي

العبد الفقير

هوذا تأتي ساعة و قد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد الي خاصته.....

و تتركونــني وحــدي ....
لقداسة البابا شنودة الثالث

كان ذلك المحب ,الحنون, الطيب القلب يجول يصنع خيرا .

ينتقل من قرية الي قرية ..و من مدينة الي مدينة يكرز ببشارة الملكوت .ويشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب ...

و مع ذلك ...

اجتاز حياة مليئة بالألم ..و كان الجميع يتركونه وحده ...

علي الرغم من أنه في حنانه لم يترك أحدا أبدااا ..

و هكذا وجدناه وحيدا في متاعبه و آلامه..

وحيدا فيما يتعرض له من ظلم و اضطهاد ...

لم يدافع عنه أحد ..

و لم يقف الي جواره أحد ..و انما ( جاز المعصرة وحده )

+كان يصلي في بستان جثسيماني ....

و كان يكلم الآب في لجاجة و قد سال ( عرقه كقطرات دم نازله علي الأرض ) ..و هو يصرخ في اكتئاب ( يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكأس ) ..

أما تلاميذه و أحباؤه و أصدقاؤه ...فقد تركوه وحده و ناموا ...

ثلاث مرات يرجوهم أن يسهروا معه ساعة واحدة و هم

لا يستجيبون له ( مت 26 : 38 – 45 )

و عند القبض عليه تفرق تلاميذه كل واحد الي خاصته و تركوه وحده كما سبق ان قال لهم ( يو 16 : 32 ) ..

و لما حوكم لم يدافع عنه أحد ...و هو الذي دافع عن أشهر الخطاة و الزناة ......

و في آلامه لم يكن هناك من يعزيه ...

انه درس يعطيه لنا السيد الرب عندما يضطهدنا الجميع ...

و عندما يتركنا حتي تلاميذنا أيضا .

.و يقف كل منا وحده

و ليس في وقت الآلام فقط ..و انما في حياته أيضا ...

كان يكلم اليهود في الهيكل محدثا اياهم عن التناول من جسده و دمه ..و اذ صعب علي البعض فهم الأمر ..يقول القديس يوحنا

( من هذا الوقت رجع الكثير من تلاميذه الي الوراء و لم يعودوا يمشون معه ..فقال يسوع للاثني عشر ..ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا )( يو 6 : 66 )

لقد جاء السيد المسيح الي خاصته و لكن خاصته لم تقبله

( يو 1 : 11 )

ذلك النور الذي جاء الي العالم و احب الناس الظلمة أكثر من النور ( يو 3 : 19 )

كل ذلك حدث في القديم و مازال يحدث حتي الآن ...

نفس الصورة القديمة

المسيح واقف ..

و العالم منشغل عنه بملاذه و ملاهيه و طيشه ..

ليس من يهتم بيسوع ...ليس و لا واحد ....

ليس من يجلس اليه كمريم أخت مرثا ..أو يتكئ في حضنه كيوحنا الحبيب أو يغسل قدميه كالمرأة الخاطئة ..

و المسيح نفسه يشعر بهذه الوحدة و يعرف ان غالبية العالم منصرفة عنه ...بل أن الكتاب ليتساءل أكثر من هذا ...عندما يأتي المسيح الي العالم العله يجد الايمان علي الأرض ؟!!!

فهل أنت أيضا تارك الرب يسوع وحده ..ألك مايشغلك عنه ...

اسأل نفسك ؟؟؟

من الخاسر في هذه الوحدة؟؟؟؟..

فهو ليس السيد المسيح طبعا فهو ليس وحده ..لأن الاب معه ..

و هو ليس محتاجا الي عبوديتنا بل نحن المحتاجين الي ربوبيته

و هو عندما يدعونا ان نقف معه في وحدته ..

انما يقصد خيرنا نحن بالذات ..

لأنه ( ان كان الرب معنا فمن علينا؟؟؟) ..

و الذي سيسير مع المسيح سيجد لذة روحية خاصة..

( تحت ظله اشتهيت ان ابيت)

كما أنه في صحبة السيد لا يخاف شرا ....

( ان سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي ) ...

( وان قام علي جيش ففي ذلك أنا مطمئن )

( عصاك و عكازك هما يعزيانني )

هوذا المسيح مايزال واقفا وحده يقرع علي الباب حتي اذا فتحت له يدخل و يتعشي معك أنت....

فهل لا تزال مصرا أن تتركه واقفا وحده ؟